في الأسبوعين المنصرمين، عاد قطع الطرقات ليأخذ موقعه ضمن لائحة هموم اللّبنانيين، وكأنّ لا يكفي هذا الشعب ما لحقه من ظلم وفساد وفقر وقهر وجوع ووباء حتى يذلّ في الشوارع من قبل مدّعي الثورة، وقد قدّرت مصادر أمنية عددهم بـ 380 شخصًا.
هكذا إذن، بعدد ضئيل من أتباع الأحزاب المتنكرين بثوب الانتفاضة، أحزاب لا تريد سوى تصفية حسابات سياسية بعيدًا عن تحقيق أي من مطالب المواطنين، أُقفلت الشوارع وعُطّل البلد وانحبس الناس في سياراتهم، في مشهدٍ يُكمل الذل التي تمارسه السلطة الفاسدة.
الأمر لم ينتهِ عند هذا السوء، بل تطوّر ليتحوّل إلى عملية قتل يصح وصفها بالمتعمدة من قبل “قطّاع الطرق”، بحيث لاقى شابان حتفيهما بعد ارتطام سيارتهما في إحدى الشاحنات التي استُقدمت لقطع الطريق على أوتوستراد الهري- البترون، حيث لم توضَع أيّ إشارات تحذيرية، لتنبّه السّائقين إلى أنّ الطّريق مقطوع بالشّاحنات، وبالتّزامن مع انقطاع الإنارة عن الأوتوستراد السّريع.
في بلدٍ كَثُرت فيه الجرائم وقلّت المحاسبة، بلد تُزهَق فيه الأرواح وما من حسيب، من يعوّض على أهالي الشابين الذين ذهبا ضحيّة شدّ الحبل بين أحزاب السلطة؟. حبلٌ يمسك بطرفيه الزعماء الحاكمين منذ عقود أمّا وسطُه فمعقود بإحكام حول عنق المواطن.
إعداد وتقديم: رامي وهّاب
مونتاج: غادة مسلم
تصوير: سيزار عمرو